Health, Emergency Action and Leadership in crisis management HEAL Forum

3 June 2025

فخامة رئيس الجمهورية اللبنانية العماد جوزيف عون مُمثلاً بمعالي وزير الزراعة الأستاذ نزار هاني،​

حضرة قائد الجيش العماد رودولف هيكل مُمثلاً بـ__________

أصحاب المعالي والسعادة،

القادة الأمنيين،

ضيوفنا الكرام والزملاء الأعزاء،

أيها الحفل الكريم، 

يسعدني اليوم أن أرحب بكم في حرم جامعة البلمند في سياق هذا المنتدى المحوري الذي يبحث واقع القطاع الصحي في ظل الأزمات المتتالية وسبل مجابهتها. ​

 نعم لقد اعتدنا الأزمات على اختلافها. فمن أزماتٍ سياسية، فاقتصادية، إلى صحيّة في زمن الكورونا، مرورًا بتداعيات انفجار مرفأ بيروت، وختامها كان حرب الإجرام التي أبادت جنوب لبنان حجراً وهجّرته بشراً. 

إنَّها أزمات عِظام حلّت على بلدٍ عَظيم بِصمود شَعبِه ولكنه عَليل بِفساد ِنِظامه.

لبنان الذي لطالما كان مستشفى الشرق وطبيبه، أصبح يئن تحت وطأة تداعيات الأزمات الاقتصادية والسياسية والماليّة. فمستشفياتنا أنهكها تردّي الوضع المالي  وأطبائنا  هُجِّروا  من الضائقة الإقتصادية والأزمة المعيشية.

ففي ظلّ وباء كورونا الذي أرهب العالم، تداعى النظام الصحيّ إلى حدٍّ كبير بسبب ضعف بنيته التحتية، وانعدام الجهوزية في ظلّ الأزمات. أمّا الإمتحان الأصعب فكان عند حدوث انفجار مرفأ بيروت، وكأنَّ هذه المدينة لم يكفيها أن تُدفن سبع مراتٍ بسبب غضب الطبيعة، فجاء إجرام الإنسان ليزيد مأساتها مأساة. 

فنظراً لكل ما حدث من تَجارب ومآسي، يجب أن نتحوَّل إلى بلدٍ يتعلَّم من المَصائِب ليجتاز المَصاعب، من خلال الوعي المُجتمعي الذي يجب أن يترافق مع خطط استراتيجية تُوضع من قِبل أصحاب القرار في مواقع المسؤولية. لذلك يجب أن نُدرك أهمية تحسين البُنى التحتية لنظامنا الصحي، ومن ضمنها تدريب العاملين في هذا المجال على مواجهة الأزمات، وإنشاء أنظمة استجابة طارئة من خلال الإستثمار في التكنولوجيا والتقنيات الحديثة. 

ومن الجدير بالذكر، التأكيد على أهمية التعاون والتكامل بين القطاعين العام والخاص، لاسيما أنَّ القطاع الخاص هو الرافعة التي لطالما ساعدت في صمود لبنان وبقاء وجوده. 

إننا في جامعة البلمند لطالما آمنَّا بدور الجامعات المحوري في وضع استراتيجيات تضمن استمرارية مختلف القطاعات الحيوية في البلد، حِفاظاً على شعبنا ومُجتمعنا. ولكن، كلمة حقّ تُقال، فبالرغم من كلِّ ما شهدناه في السنين الخمس الماضية من أزمات ومشقّات، لا بدّ أن نعترف أنَّ سبب بقاء هذا البلد يعود إلى صمود أهله وعزيمتهم على النهوض بعد كلِّ كبوة، متكاتفين، متضامنين على اختلاف عقيدتهم ومعتقداتهم، ومُجتمعين خلف جيش بلادهم الذي طالما أجلّوه واحتموا بوجوده. 

نعم هذا هو لبنان الذي كان وسيبقى، عَصيّاً على مؤامرات التَهجير، والتَقسيم، والتََدمير، والتجويع. فنحن شعبٌ لا يَنحني إلا لَِخالق الأرز، ولا يَنكسر إلا لِينمو من جَديد. 

أخيراً، أوّد أن أتوجّه بِالشُكر لِجميع القَيمين على هذا المُتندى والذين سَاهموا بإنجاحِه ليكون نِبراساً في تَوصياته، وذلك خِدمةً لِلبنان وشَعبه. 

عشتم، عاشت جامعة البلمند مصدر إلهام لكلِّ مُحبٍ لوطنه، وعاش لبنان بلداً سَرمدياً جَامعاً لأبنائِه.



​​​​​