Inauguration of Elias Rahbani Academy

18 نيسان 2024

 

كلمة الرئيس

الدكتور الياس وراق

   

 

حفل افتتاح أكاديمية الياس الرحباني

في جامعة البلمند


  18 نيسان 2024


 

غبطة أبينا البطريرك يوحنا العاشر الكُلّي الطوبى والجَزيل الإحترام

بطريرك أنطاكية وسائر المشرق،


 

دولة الرئيس الأستاذ تمام سلام،

دولة نائب رئيس مجلس النواب الأستاذ الياس بو صعب،

معالي وزير الثقافة القاضي محمد مرتضى،

أصحاب السّعادة والسّيادة،

الضيوف الكرام،

 

يُسعِدُني اليوم، في يومِ التراثِ العالمي، أَنْ أُرحِّبَ بِكُم في حَرَمِ جامعةِ البلمند للاحتفالِ بهذا الحَدَثِ المميز المتَمَثِل بإنشاءِ أكاديميةِ الياس الرحباني.

إنَّ انضمامَ هذهِ الأكاديميةِ إلى كَنَفِ العائلةِ البلمندية يُجَسِّدُ رؤيةَ جامعةِ البلمند وقناعَتَها بأنَّ مؤسساتِ التعليمِ العالي يجِبُ أَنْ تكونَ الحارسَ الأمين على إرثِ الوطنِ وتراثِه الحضاري.

فنحنُ على قناعةٍ بأنَّ لبنانَ الخالدَ بأرزِهِ هو خالدٌ أيضاً بعراقَةِ فنِّهِ المُتَمَثِلَة بمدرسَةِ الرحابنة. فالأرزُ شامخٌ سرمديّ وفنُّ الرحابنة أزليٌ لا يفنى. هذِهِ المدرسةُ قَدْ أبهَرَتِ العالمَ بإبداعِها وغَنَّت لِلبنان وتَغَنَّت بسِحْرِه. فإذا بها تجمعُ بينَ عبقريةِ جبران خليل جبران وسحرِ صوتِ السّيدة فيروز لتضَعَ إرثَ لبنان في آفاقٍ بعيدةِ المنال لا تُشبِهُ إلا نفسَهَا ولا تتشَّبَهُ إلا بنفسِها.


لقد شاءَتِ الأقدارُ أَنْ أعرِفَ الياس الرحباني، وأتعرَّفَ عليه، ليسَ فقط كفنانٍ مبدعٍ من فلاسفةِ الموسيقى، بل كصديقٍ عزيزٍ كسائِرِ عائلةِ الرحابنة.

إنَّنا اليوم لا نقيمُ تكريماً للياس الرحباني فَحَسْب، وإنّما نَتَكَّرمُ بوجودِ فنِّهِ بيننا، فنّاً أصيلاً راقياً بِتْنا نفتَقِدُهُ في زمنِ الهرطقةِ والانحطاطِ الفنّي.

نعَم إنّهُ لَواجِبٌ عَلَينا، كما على جميعِ المؤسساتِ الثقافيةِ والتربويةِ، أَنْ نُحافِظَ على هذا الإرثِ النفيسِ والتراثِ الأصيل.


 إنَّنا نعيشُ في زمنٍ نَشهَدُ فيهِ تحريفَ المبادئِ الاجتماعيةِ، وانعدامِ المعاييرِ الإنسانيةِ وانحدارِ الأسسِ الأخلاقيةِ، لذا يجبُ أنْ  نتساعَدَ لتثبيتِ البوصلة باتجاهِ مكارمِ الأخلاق، والإيمانِ الحق، والمجتمع المحَصَّن من آفةِ الحضارةِ الزائفة التي تهدِفُ إلى تفكيكِ قداسةِ العائلة، ومَعها ركائزِ المجتمع فتنتهي بشرذمةِ الوطنِ بتفريغِهِ من تراثِه. إنّنا في زمنٍ قائلُ الحقِّ فيهِ يتشَيطنُ وواعِظُ الشّعوذةِ هو صاحِبُ الكلام.

 

أهلاً بِكُم في رحابِ الرحابنة في جامعةِ البلمند، جامعةِ الأصلِ والأصالة.


عشتُم وعَاشتِ البلمند حارِساً أميناً لإرث لبنان.


وعاشَ لبنان مُتَشَبِثاً بتراثِهِ ومُتَجَذِراً بأصولِه.​



​​​​​